أعلن جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى بدء تطبيق سياسات اللامركزية فى التعليم للمرة الاولى فى مصر مع بداية العام الدراسى الجديد وهى السياسات التى تبناها الحزب منذ طرحها عام 2002 والتى تستهدف رفع كفاءة نظام التعليم عن طريق زيادة فاعلية المدرسة ودعم جودة التعليم وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية فى العملية التعليمية وتعبئة الموارد المحلية لتلبية احتياجات العملية التعليمية المباشرة وتحقيق المساءلة المباشرة على المستوى المحلى لضمان جودة الاداء.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقدته أمانه السياسات بمحافظة الفيوم لبحث ومناقشة سياسات تعزيز اللامركزية فى التعليم والذى عقد بمدينة "دمو" بالمحافظة وحضرة الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم وعبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية والدكتور مصطفى جمال سعيد محافظ الفيوم والدكتور حسام بدراوى رئيس لجنة التعليم بالحزب واشرف الروبى أمين الحزب بالمحافظة والدكتور حسن الحفناوى أمين المهنيين بالحزب وأعضاء مجلسى الشعب والشورى عن المحافظة والقيادات الشعبية والتنفيذية والتعليمية بالمحافظة .
وحدد جمال مبارك المسئوليات والوظائف فى ضوء لامركزية التعليم والتى ستطبق بشكل استرشادى بداية من العام الدراسى القادم فى محافظتى الفيوم والاسماعيلية ومدينة الاقصر حيث تصبح المدرسة بؤرة النظام وركيزة الاصلاح ويتم نقل سلطة إتخاذ القرارات من المستوى المركزى الى مستوى تقديم الخدمة بالمدرسة والوزارة التعليمية باعتبارهما الوحدات الاولية لتقديم خدمة التعليم على أن يكون دور الوزارة هو وضع السياسات والاستراتيجيات التعليمية وتتعاون المديريات فى مسئوليات المتابعة والتخطيط ووضع المناهج .
وقال جمال مبارك انه سيتم توفير تمويل مباشر للمدارس والادارات التعليمية للمحافظات التى يجرى بها تطبيق نظام اللامركزية فى التعليم بهدف اداء بعض المهام المنوطة بها فى ضوء اللامركزية ويتم اعادة توزيع بعض بنود الميزانية من مستويات الوزارة والمديرية الى مستوى الادارة والمدرسة .
واوضح انه تم الانتهاء من وضع مؤشرات قياس الاداء والمتابعة على كل مستوى ، وانه سيكون للمجالس الشعبية المحلية دور اساسى فيما يتعلق باعتماد الخطط التعليمية والميزانيات والرقابة على التنفيذ على مستوى الادارة بينما يقوم مجلس الامناء بهذا الدور على مستوى المدرسة .
واشار جمال مبارك الى ان هذا التطبيق التجريبى لهذا النموذج للامركزية فى التعليم سيتم فى محافظتى الفيوم والاسماعيلية ومدينة الاقصر بشكل تدريجى وعلى مدار 3 سنوات تكتمل فيها المنظومة وذلك تمهيدا لتعميمه بعد ذلك على كافة المحافظات .
واكد جمال مبارك ان الاطار التشريعى الحالى يسمح لنا بان نسير فى لامركزية التعليم التى لن تنجح إلا بمشاركة حقيقية من المجتمع المحلى والمسؤلين عن التعليم على مستويات المدرسة والادارة ويقينهم بان نقل السلطة والموازنة المالية اليهم يواجهه تحمل مسئولية وزيادة فى الكفاءة العملية .
وتطرق جمال مبارك خلال اللقاء إلى مسألة اللامركزية بشكل عام وعدم إختزالها بمجرد منح صلاحيات أكبر للمجالس الشعبية لإستجواب الجهات التنفيذية أو منحها موازنة أكبر للصرف ، مشيرا إلى أن المحليات فى اللامركزية شريك أساسى فى عملية التنمية ، وأنها أكثر قدرة على تحديد الأولويات ومتابعة تنفيذ السياسات.
وأكد جمال مبارك التزام الحزب والحكومة بتطوير المحليات والتوسع فى تطبيق اللامركزية ونقل المزيد من السلطات من المستوى المركزى إلى المستويات المحلية وبناء قدرات الأجهزة المحلية لإعدادها لتحمل المزيد من المسئوليات وإعطاء المجالس الشعبية المنتخبة دورا أكبر للرقابة والمساءلة.
وأشار إلى أن القيادات على مستوى المراكز والقيادات الشعبية والتنفيذية عليها دور فى اللامركزية فى وضع أولويات القرى والمراكز وكيفية إدارة الموازنة التى يتم تخصيصها لهذه الجهات ، وأنه لابد لأعضاء هذه الجهات أن يتحملوا مسئوليتهم فى إتخاذ القرار وليس إبداء الرأى فقط كما يجب أن يكون هناك مسئولية ومتابعة من المجتمع المدنى ومن خلال أطر وآليات جديدة يتم وضعها على المستوى المركزى.
وقال جمال مبارك فى حواره مع المشاركين فى المؤتمر ، إنه لمس لغة جديدة فيما يتعلق بمجال وسياسات التعليم تختلف عن اللغة التى كانت سائدة فى عام 2002 ، مشيرا إلى أنه تم تحقيق الكثير خلال الأعوام القليلة الماضية منذ أن طرح الحزب ورقته حول سياسات التعليم.
وأوضح جمال مبارك أن الإنتقال من النظام المركزى فى ظل دولة نشأت على هذا النظام واستمرت عليه على مدى تاريخها إلى النظام اللامركزى وإقناع المواطنين عملية ليست سهلة ،إلا أنه لابد من تطبيق عملية اللامركزية مجتمعة ، مشيرا إلى أهمية تطبيق اللامركزية بشكل متدرج خاصة فى مجال التعليم حتى يتم معالجة بعض السلبيات التى تظهر مع التطبيق.
وأشار إلى قناعة الحزب الوطنى وحكومته بإستحالة استمرار الدولة فى إدارة كافة الأمور والمرافق على مستوى المحافظات أو الدولة ، وأنه على المجتمع المحلى أن يتحمل مسئوليته فى مرحلة مقبلة ويطرح مشاكله ويعمل على حلها فى ظل الموارد التى ستتاح له فى ظل رقابة ذاتية ومن جهات مختلفة.
وردا على سؤال حول كادر المعلمين ورفض عدد من المدرسين دخول إمتحاناته ، قال جمال مبارك إن الكادر ليس فقط زيادة فى الدخل ولكن فكرته أكبر بكثير من ذلك فهو يهدف إلى الإنتقال بمهنة المعلم إلى وضع مختلف ومستوى راق يعمل على تطوير العمليات التعليمية.
وأوضح أن الأساس فى تطوير العملية التعليمية هو المعلم وأن التدريب جزء أساسى من قانون الكادر، وأنه على المعلم أن يستمر فى تطوير أدائه والدخول فى إختبارات مستمرة لتجديد رخصة مزاولته للمهنة ، مؤكدا أن هذه هى السياسة الواضحة للحزب وعلى من يشك فى ذلك أن يطرح البدائل .
من جانبه،أعرب الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم عن سعادته بإطلاق تجربة اللامركزية فى التعليم بمحافظة الفيوم كجزء من استراتيجية أوراق أمانة السياسات التى نتج عنها 12 برنامجا أحدها التوجه إلى اللامركزية فى التعليم بهدف تحقيق الجودة فى العملية التعليمية للمساهمة فى التنمية المستدامة.
وقال الوزير إن تطبيق اللامركزية يحتم عددا من الوظائف على مستوى المدرسة أهمها إعداد وتنفيذ خطط التطوير الخاصة بها وإعداد ميزانية المدرسة وإدارة الموارد البشرية وبرامج التنمية المهنية وتقييم أداء العاملين وإدارة الموارد المالية بالمدرسة وتحديد مستحقى التميز المرتبط بكادر المعلمين والعمل على زيادة نسبة الشراكة مع المجتمع المدنى ودعم جهود مجالس الامناء والاباء.
وأوضح أن هذا النظام يحتم وظائف أخرى على مستوى الادارة التعليمية تتمثل فى تقديم الدعم الفنى وضمان جودة المدارس وإعداد ميزانية الادارة فى ضوء المخصصات المالية للمدارس وتقييم الاحتياجات فيما يخص الكتب وضمان الانضباط المالى وتنسيق أعمال صيانة المبانى وتحديثها.
أما على مستوى المديريات التعليمية فعليها تقديم الدعم الفنى للادارات واعداد خطة التعليم على مستوى المحافظة ورصد تنفيذ السياسات وضمان الجودة وإدراة عملية طباعة وتوزيع الكتب المدرسية ومراجعة وتخصيص المبالغ المالية وتقييم الاداء المالى للادارات والتغذية المدرسية.
وأوضح وزير التربية والتعليم أن دور الوزارة فى هذا النظام سيقتصر على وضع السياسات والتخطيط الاستراتيجى وتقديم الدعم الفنى ووضع سياسات المتابعة والرصد وتقييم الجودة ووضع الاطار العام للمنهج القومى ووضع معايير ضمان الجودة وكادر المعلمين.
وقال الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم أن النظام الجديد فى اللامركزية فى التعليم هو تواصل عالى مع المجتمع ومنح سلطات المستوى الذى يتم فيه الخدمة التعليمية وهو المدرسة ، موضحا أن الوزارة يتبعها 41 ألف مدرسة تضم 16 مليون طالب .
وقال وزير التربية والتعليم إننا نتجه فى مجال التعليم الى المحلية كلما أمكن والمركزية عند الضرورة ، وأننا سنبدأ مع بداية العام الدراسى فى الإبقاء على مصروفات التلاميذ بداخل المدرسة بالمحافظات التى ستطبق بها اللامركزية فى التعليم وسيضاف اليها مبالغ أخرى لموازنة المدرسة التى ستدير أمورها بنفسها تحت إشراف الإدارة والمديرية التعليمية.
وأوضح الجمل أنه سيتم تنفيذ المشروع التجريبى على 3 سنوات بحيث سيتم العام القادم تولى مديريات التعليم بهذه المحافظات مسألة إعداد الكتب مع الدعم الفنى ، وفى العام الذى يليه سيتم تفعيل أسلوب إتخاذ القرار على مستوى المحافظة بالتعاون مع المديرية والإدارة.
وقال وزير التربية والتعليم أن الهدف الأساسى من اللامركزية هو تعظيم جودة التعليم ، وأن الوزارة لديها مؤشرات نجاح التجربة فى محافظة الفيوم .
وردا على الأسئلة ، قال الوزير أنه لابد من تشكيل مجالس الأمناء والأباء والعمل على تفعيله ، وأن يتم متابعة ذلك من خلال الوزارة والمجالس الشعبية ، موضحا أنه تم توسعة الإعفاء من تسديد المصروفات لأبناء الأسر التى تحصل على معاش ضمان إجتماعى ، وكذلك المرأة المعيلة ، وأن أكبر جزء فى خطة عام 2008 /2009 هو تدريب الكوادر والمستويات الإدارية ، وفيما يتعلق بدور هيئة محو الأمية ، قال الوزير أنها ستكون اللامركزية من العام القادم ،وأن يتحول دور محو الامية إلى دعم فنى وتوجيهى .
من جانبه قال اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية إن الشفافية والمعايير والضوابط هى المحددات الاساسية التى تعمل على نجاح التحول نحو اللامركزية وان المجتمع عندما يشارك فى هذا المشروع فانه سيدعم نجاحه ونتيجته.
وعن تحديات اللامركزية قال وزير التنمية المحلية إنه التحدى التدريبى للكوادر البشرية التى تطبق النظام فى المحافظات .
وفيما يتعلق بمحو الامية أكد المحجوب أن تجربة محافظة الفيوم فى هذا المجال ناجحة جدا وهى نابعة من المحافظة والمجتمع المدنى.
وقد أدار الدكتور حسام بدراوى رئيس لجنة التعليم بالحزب الوطنى حوارا تفاعليا بين أمين السياسات والوزراء والمحافظ وقيادات الحزب والقيادات السياسية والتنفيذية والحزبية بالمحافظة دارت خلاله الحوارات حول تجربة اللامركزية فى التعليم وغيره وفى عمليات التدريب ومجالس الامناء فى المدارس وعمليات تطوير المناهج والخطط الاستراتيجية للتعليم وامتحانات المعلمين فى الكادر بالاضافة الى بعض قضايا الاسكان والمرافق الاخرى .
وقد قام محافظ الفيوم بإهداء جمال مبارك هدية تذكارية بهذه المناسبة، وكان جمال مبارك قد عقد لقاءا مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى لمجلسى الشعب والشورى بمحافظة الفيوم تم خلاله بحث أهم القضايا والاولويات التى سيتم عرضها على المؤتمر السنوى للحزب.
